كتاب و آراء

كتاب الشرق الاوسط الى اين.. العراق تطبيقاً .. أ.د. محمد جميل الشيخلي

كتاب  الشرق الاوسط الى اين.. ( العراق تطبيقاً)نبذة بسيطة للمؤلفة الامريكية ( فيبي مار )المختصة بالشرق الاوسط ولها العديد من المؤلفات والنتاجات العلمية وتحمل الدكتوراه بالتاريخ من جامعة هارفردوهي زوجة العراقي  ( لؤي يونس بحري ) ، يحمل الدكتوراه بالعلوم السياسية وخريج نفس الجامعة ووالده معروف للجميع صاحب صوت العرب من برلين

استعرضت المؤلفة لمسألة حب السلطة أو الزعامة لدى الانسان في منطقة الشرق الاوسط ، وبدأت بالتحليل لحالة العراق منذ أنقلاب بكر صدقي عام ١٩٣٦ وصعودا  لعام ٢٠٠٣وتدرجت بالتنشئة الاجتماعية الاسرية للفرد ،  تربية الطفل على الطاعة العمياء لولي الامر ( رب الاسرة ) وبعدها تنتقل الى المدرسة وتكون الطاعة العمياء للمعلم في الصف ولامجال لابداء الرأي اوحتى الاختلاف وعلى الفرد ( التلميذ ) أن يأخذ بصكوك الغفران ، وكأن المعلم يمتلك الحقيقة المطلقة  ، وعند الذهاب الى ميادين سوق العمل تكون الطاعة العمياء لرب العمل ، وهكذا دواليك ينشأ الفرد على حب السلطة وتصبح مكون اساسي في شخصيته ، بل يصبح مولع بها ويسعى لنيلها وينتظرها بفارغ من الصبر ويتحقق جزء منها منذ ولوج قدميه العش الزوجي  ( سي السيد)  وأضافت المؤلفة أن الفرد في هذه المجتمعات لم يعود أو يدرب على ممارسة الحرية من ابداء الرأي أو المشورة ،أو اتخاذ القرار ولايعرف كيفية الممارسة، وأن مارسها ستكون مزيفية .!

وخلصت القول بعبارة تنطبق على واقعنا قلباً وقالباً :

The people are ruled on basis of their cultural level .

تحكم الشعوب على اساس مستواها الحضاري .

وفق ماتقدم،سعت المؤلفة من خلال صفحات الكتاب الكشف عن اسباب أخفاق تطبيق الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط إنموذجا ( العراق ) لحب الفرد للزعامة ( السلطة )وكذلك الانجرار وراء الماضي لما يحمله من شجون دينية تكون اداة سهلة للاحزاب لضمان الولاء لكرسي الانتخابات مغيبين عن الواقع ومايدور حوله (مسيرين غير مخيرين)  ، فبدلا من أن تنعم المجتمعات بالامن والامان والاستقرار بتطبيقها الديمقراطية ، شهدنا ديمقراطية مزيفة ملطخة بالدماء لتصارع الاحزاب الدينية والكتل السياسية على السلطة .

أود القول من خلال الاستعراض السريع للكتاب ، نحن مازلنا لم نصل لمرحلة الحداثة ، ولم نبلور المفهوم الصحيح للمواطنة .. مازالت الفئوية والطائفية والولاءات العرقية والمذهبية مسيطرة على عقولنا وأفكارنا ، ومانعيشه اليوم مرحلة أوربا في القرن الخامس عشر التي خاضت حروب دموية طاحنة لاربعة قرون تقريباً ،أفرزت نظريات وأفكاراً مهدت الطريق لتحرير الانسان من أخيه الانسان أولاً،وصاغت دساتير ضمنت حقوقه ثانياً،ومضت في البناء والازدهار وتعيش اليوم مابعد الحداثة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق