كتاب و آراء

الحيوان وليد بيئته .. د.محمد الدويهيس

قبل أكثر من عامين حدث لي شخصياً حادث مروري أدى إلى تحطم سيارتي وتضرر سيارة أحد مستخدمي الطريق الذي كان يسير بجانبي بسبب رعونة أحد مستخدمي الطريق الذي لم يتقيد بتعاليم وإرشادات المرور حيث تخطى الإشارة الحمراء وقام بالإصطدام بسيارتي مما جعلني أنحرف عن الحارة المرورية الخاصة بي واصطدم بالسيارة التي كانت بجانبي مما أضطرنا للوقوف بسبب عطل وتحطم سيارتي !!والغريب بالأمر أنه بالرغم فداحة الحادث فإن سائق السيارة الذي تخطى الإشارة الحمراء لم يتوقف !! بل نظر إلينا وفر هارباً!!تاركنا نعاني من آثار الصدمة المرورية المفاجئة والصدمة الإنسانية من تصرفه غير الإنساني وغير الحضاري!!
وفي الأمس تم تداول مقطع في وسائل التواصل الاجتماعي لأحد أصحاب السيارات كبيرة الحجم وهو يضايق أحد كبار السن في الطريق العام ويعتدي عليه جسدياً في الطريق العام رغم محاولة كبير السن تفاديه والهروب منه بكافة الوسائل والطرق الممكنة!!
السبب في كتابة هذا المقال هو مشاهدتي للتصرف الأرعن لصاحب السيارة الكبيرة مع كبير السن وتذكري للتجربة المرورية المريرة والحادث المروري الذي تعرضت له قبل أكثر من عامين بأثارها النفسية والأخلاقية السيئة ومقارنة ذلك بمشهد لفيديو عن مجموعة من البط في إحدى الدول الإوروبية وهي تنتظر الإشارة الخضراء حتى يخلو الشارع من السيارات لتعبر الطريق !! وفيديو آخر لمجموعة من القطط باليابان تنتظر الإشارة الخضراء لتعبر الطريق!!
وقد قيل “أن الإنسان وليد بيئته ” حيث إن سلوك وتصرفات الإنسان تتأثر بالبيئة التي يعيش فيها .ونحن نقول كذلك “إن الحيوان وليد بيئته” فقد تعلم الحيوان من الإلتزام الأخلاقي وحسن سلوك وتصرفات البشر في بعض الدول المتقدمة !أما البعض منا وللأسف الشديد فقد تفوقت عليه بعض الحيوانات بالتزامها الأخلاقي وتصرفاتها الحيوانية وسلوكهاالمروري!!
فكم من الوقت يحتاج البعض منا لكي يحاكي التصرفات المنضبطة والسلوكيات الراقية لبعض الحيوانات التي تعلمت من بيئتها في المجتمعات الراقية؟!!لذا فليس الإنسان وحده هو وليد بيئته بل الحيوان كذلك وليد بيئته!!
ودمتم سالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق