مواصفات ومؤهلات المستشار بقلم د.محمد الدويهيس
كثر في الآونة الأخيرة عملية تعيين العديد من المستشارين في الوزارات والهيئات الحكومية وكذلك في مجلس الأمة وعند النظر للمهام الوظيفية التي يقوم بها من تم تعينه بوظيفة ” مستشار” يتضح عدم وضوح المهام والدور الذي يقوم به” المستشار” كما لا يوجد توصيف وظيفي واضح لمهام ووظيفة المستشار في الجهة التي يعمل بها وفي بعض الأحيان تكون هذه المهام أقرب لوصف ” سكرتير خاص” للوزير أو القيادي أو المسؤول في الجهة الحكومية أو في مجلس الأمة!!وقد استغل العديد من المسؤولين سهولة عملية إنشاء وظيفة المستشار والتعيين عليها حيث أصبح من السهل تعيين الصديق والزميل في وظيفة ” مستشار” للمجاملة أو بسبب الضغوط السياسية والإجتماعية بدون النظر إلى مدى استفادة الجهة من خبرات ومؤهلات المستشار المعين إن وجدت هذه المؤهلات والخبرات أصلاً في الشخص المراد تعيينه!!
والمستشار هو الشخص المطلع على الشأن العام والضليع في مجال تخصصه العلمي أو الفني أو السياسي أوالإداري أو القانوني والخبير في مجال تخصصه العملي والذي أمضي فيه العديد من السنوات ومارس فيه العمل وتعرض للعديد من التجارب والخبرات والمواقف والظروف والتي صقلت قدراته ومهارته في مجال تخصصه. وهناك بعض الصفات التي يجب أن يتصف بها المستشار منها الخبرة في تخطيط وتنفيذ الاستشارة والتدريب وبعد النظر ومهارة تحليل البيانات والمعلومات والقدرة على الإصغاء والإقناع والمهارة في عرض المعلومات والتوصيات بالإضافة إلى الحكمة والحنكة والذكاء بأنواعه الثلاثة العلمي والإجتماعي والعاطفي. وهناك قواعد أخلاقية وسلوكية يجب أن يحرص المستشار عليها في أثناء عمله منها السرية والمحافظة على المصلحة العامة والصدق والأمانة والشفافيةوالنزاهة وعدم تعارض المصالح.
وهناك حد أدنى من المؤهلات العلمية والخبرات العمليةالتي يجب أن يتصف بها المستشار ولكن يبدو أن هناك من يحاول أن يجعل من مهنة ” المستشار” مهنةلمن لا مهنة له !!
فكفانا خلطاً للشهادات العلمية والمشاريع التنموية وتشتيتاً للرؤية الإستراتيجية والخطط التنموية وتشكيكاً بقدرات ومهارات الكفاءات الكويتية من خلال ممارسات بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة .
ودمتم سالمين