الهجمات الالكترونية تلقي بظلالها على الانتخابات الألمانية
يحذر الخبراء من أن هجمات القراصنة وحملات التضليل الإعلامي من شأنها أن تؤثر على مجريات الانتخابات البرلمانية التي ستجري الخريف المقبل بألمانيا. وتظهر المعطيات الأولى أن التهديد يحيط بالعمليات الانتخابية بشكل كبير.
في كل مرة يصوت فيها المندوبون عبر الإنترنت، تزداد الهجمات الإلكترونية. فعندما انتخب الإتحاد الديمقراطي المسيحي قيادة جديدة للحزب عبر الإنترنت في كانون الثاني/ يناير، حاول مخترقون من خلال سلسلة من الهجمات الإلكترونية الضخمة إغراق المؤتمر الذي عقد عبر الفضاء الإلكتروني في الفوضى. إذ قام المهاجمون، ومعظمهم من الخارج، باستهداف الموقع الإلكتروني للحزب بشكل متكرر، الأمر الذي أدى إلى تعطيل البث المباشر في مرحلة ما.
تقول متحدثة باسم المكتب الفيدرالي لتكنولوجيا المعلومات (BSI): “لا يزال مستوى التهديد في الفضاء الإلكتروني عاليا”. وقد لاحظ الـ (BSI) زيادة في كل من هجمات القراصنة وتسريب البيانات – البيانات المسروقة التي يتم نشرها عبر الإنترنت. وأضافت أن كلاهما “يمكن أن يكون له تأثير على الانتخابات هذا العام”.
كما تحذر شركة مايكروسوفت الأمريكية للتكنولوجيا، التي تقدم المشورة للسلطات الألمانية بشأن تأمين الحملة الانتخابية ضد التهديدات الإلكترونية، من أن المخترقين يوظفون أكثر من استراتيجية في وقت واحد. ويقول جان نيوتز، الذي يرأس برنامج “الدفاع عن الديمقراطية” في الشركة: “هذه الهجمات الهجينة هي ما يثير قلقنا في صناعة التكنولوجيا على وجه الخصوص”.
التهديد الثلاثي
يمكن اعتبار التهديد السيبراني الإلكتروني تهديداً ثلاثياً. أولاً هناك القرصنة، فبسبب قيود كورونا، تخطط الأحزاب لنقل العديد من فعاليات حملتها الانتخابية من الشارع إلى الإنترنت ما يجعلها عرضة لهجمات مشابهة لما حدث في مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU).
كما أنه بإمكان المهاجمين أيضاً محاولة تخريب العملية الانتخابية الفعلية القادمة في أيلول/سبتمبر من خلال اختراق البرامج التي تُستخدم لفرز أوراق الاقتراع أو تقديم نتائج أولية. لذلك يقوم المعهد البريطاني للمعايير بتقديم توجيهات ونصائح للسلطات والمرشحين حول كيفية حماية أنفسهم بشكل أفضل.
على الرغم من التدابير التي قد تتخذ، إلا أن حتى أفضل الإجراءات الأمنية قد لا تساعد في مواجهة التهديد المركزي الثاني الذي يحذر منه الخبراء، وهو نشر معلومات مضللة أو كاذبة على الإنترنت للتلاعب في تفكير أو توجه الناخبين.
حملات التضليل
يصف تانكريد شيبانسكي، المتحدث باسم كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني لشؤون سياسة الرقمنة، حملات التضليل هذه بأنها “التحدي الأكبر” ويؤكد أنها “غالباً ما يتم تنظيمها وتمويلها من قبل دول أجنبية، (…) ولكن بشكل خاص من قبل جهات فاعلة محلية مثل حزب البديل من أجل ألمانيا”.
ووفقاً للدراسات، فقد ساعد انتشار المعلومات الكاذبة عبر الإنترنت الحزب الشعبوي اليميني على الفوز بالأصوات قبل دخوله البوندستاغ في عام 2017. وحتى قبل انتخابات هذا العام، حذر مسؤولو حزب البديل من أجل ألمانيا من إمكانية التلاعب بالأصوات البريدية بسهولة من أجل إثارة الشكوك حول نزاهة العملية.
وتزداد الحملات التي تستخدم المعلومات المضللة للتأثير في توجيه الرأي العام في جميع أنحاء العالم، حيث بات كثيرون محترفون وخبراء في ذلك.